استمرار عدوان يهود على لبنان وأهله... دفعٌ أمريكي لفرض مشروعها وجرِّ لبنان ودول المنطقة إلى هاوية التطبيع والاستسلام!
13 أكتوبر 2025
بسم الله الرحمن الرحيم
استمرار عدوان يهود على لبنان وأهله...
دفعٌ أمريكي لفرض مشروعها وجرِّ لبنان ودول المنطقة إلى هاوية التطبيع والاستسلام!
دفعٌ أمريكي لفرض مشروعها وجرِّ لبنان ودول المنطقة إلى هاوية التطبيع والاستسلام!
شن كيان يهود الغاصب غارات عنيفة على منطقة مصيلح بجنوب لبنان في 11/10/2025م، مستهدفًا منشآت مدنية تحوي جرافات وحفارات، بزعم استخدامها في حفر أنفاق وتجديد بُنى عسكرية، في استمرار لتجاهل اتفاق وقف إطلاق النار الهزيل الموقع بين السلطة اللبنانية وكيان يهود في 27/11/2024م!... إنّ هذا العدوان الغاشم والمستنكَر يثبت مجددًا أنّ كيان يهود ما هو إلا أداة تدمير أمريكية لفرض مشروعها في الاستسلام والتطبيع مع كيان يهود، وبالدرجة الأولى فرض رؤية أمريكا السياسية والاقتصادية في المنطقة.
ولقد جاءت تصريحات رئيس الجمهورية اللبنانية مستحضرةً "هدنة غزة" كنموذج إسناد للبنان في سيره بالهدنة والسلام: "هل هناك من يفكّر بالتعويض عن غزة في لبنان لضمان استدامة الاسترزاق السياسي بالنار والقتل؟"، وأضاف: "طالما تمّ توريط لبنان في حرب غزة تحت شعار إسناد مُطلقيها، أفليس من المنطق والحقّ الآن إسناد لبنان بنموذج هدنتها، خصوصًا بعدما أجمع جميع الأطراف على تأييدها؟"(سكاي نيوز والعربي11/10/2025م)، متناسيًا أن غزة شكلت نموذجًا عالميًّا للصمود والنكاية بالكيان الغاصب.
إنّ سعي السلطة اللبنانية الحثيث للسلام المعلن (كما صرح رئيس الجمهورية في القمة العربية الإسلامية بقطر قائلًا: "هل تريدُ حكومةُ إسرائيل، أيَّ سلامٍ دائمٍ عادلٍ في منطقتِنا؟ إذا كان الجوابُ نعم، فنحن جاهزون...")!، يجعلها والحكام في المنطقة لا يلتفتون لغزة كونها نموذج صمود وثبات، بل يقلبون الصورة لتبرير سيرهم بشكل مباشر في خدمة المشروع الأمريكي.
إنّ أمريكا وبكل وضوح لا تبحث عن سلام لنا، بل تشن علينا حملةً وهجمةً سياسيةً مباشرةً وعسكريةً بالوكالة للاستسلام لمصالحها، وإنّ الضربات المستمرة في لبنان، كما كانت في غزة، هي بضوء أخضر أمريكي لفرض إرادتها على لبنان والمنطقة... فهل يعقل أنّ السلطة اللبنانية لم تدرك ذلك؟! أو هي تتغافل عنه؟!
ألم يكن ممكنًا أن توقف أمريكا الحرب على غزة من قبل؟! بلى كان بإمكانها ذلك، لكن لم تفعل إلا حين رأت بأم عينها عجز كيانها الغاصب عن إنهاء المهمة بقوة السلاح والتدمير، فآثرت سلوك طريق المفاوضات والضغوطات السياسية التي يساهم بجزء أساسي منها حكام الضرار في بلاد المسلمين من المحيط إلى الخليج الذين خنعوا أمام عنجهية ترامب وصلفه وعمله على محاولة جعل أمريكا عظيمة من جديد على حساب الشعوب، نعم إنها المصلحة الأمريكية، وإنها الحملة الأمريكية والهجمة المتجددة على لبنان والمنطقة... ثم ها هي أمريكا قد جعلت من سفارتها في لبنان أكبر سفارة لها في العالم؛ لتكون مشرفةً منها على الإدارة المباشرة والهيمنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية على لبنان ومحيطه بلاد الشام!.
لذا، فإن مواجهة هذه الحملة والهجمة من قِبل الواعين والمخلصين أمرٌ لا مفر منه، وواجبٌ لا يمكن التهاون فيه، ويجب أن تصب الأمة بقواها الحية جهودها لتصدَّ هذه الحملة والهجمة الأمريكية عن قوس واحدة، وتجعل هدفها خلع أنظمة الضرار وإحلال دولة واحدة محلها تمثل نهاية المراحل السياسية لهذه الأمة بنهاية الحكم الجبري الذي نعيش فيه، والذي قال فيه رسول الله ﷺ وفي المرحلة التي تليه: «... ثم يكون ملكًا جبريةً فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي، ويلقي الإسلام بجِرانه في الأرض يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تذر السماء من قطر إلا صبته مدرارًا. ولا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئًا إلا أخرجته» رواه البزار في مسنده.
وإنّ حزب التحرير في ولاية لبنان يدعو المسلمين معه لمواجهة هذه الحملة والهجمة الأمريكية على لبنان والمنطقة، ويضع نصب عينيه كشفًا وكفاحًا سياسيًا لها ولأدواتها، امتثالًا لأمر الله عز وجل ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٤]. وقول رسول الله ﷺ: «لا تزالُ طائفةٌ مِنْ أُمِّتي ظاهرينَ على الحقِّ لا يضرُّهُمْ مَنْ خذلَهُمْ وفارقَهمْ حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ أوْ قال حتى تقومَ الساعةُ، قال: نظرتُ في هذهِ العصابةِ فوجدتُهمْ أهلَ الشامِ» رواه أبو داود. فكونوا اليوم أنتم هذه الطائفة، أو يصيبكم قول ربنا عز وجل: ﴿وإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾ [محمد: ٣٨].
21 ربيع الآخر 1447هـ حزب التحرير
13/10/2025م ولاية لبنان
21 ربيع الآخر 1447هـ حزب التحرير
13/10/2025م ولاية لبنان